من بين كل 10 أفراد يصاب 1 بمرض السكر، وهو من الأمراض المزمنة التي تتسبب في تأثيرات متعددة على جسم المريض مع مرور الزمان وإهمال العلاج و منها أثر مرض السكر على العين. لكن لماذا يُطلب إجراء فحص قاع العين لمرضى السكر بصورة دورية؟ وهل اكتشاف الإصابة بـ اعتلال الشبكية السكري هو الوظيفة الوحيدة لـ كشف قاع العين؟

في هذا المقال نتعرف على تأثير السكري على العينين، أهمية الفحص الدوري للعين لمرضى السكري، كيفية فحص قاع العين ودوره في اكتشاف تطورات أثر مرض السكر ومضاعفاته على العين.

تاثير السكري على العينين

يُصاب أحدهم بمرض السكري حين تزداد معدلات الجلوكوز في الدم عن الطبيعي نتيجة عدم قدرة الجسم على إفراز نسبة الإنسولين الكافية لتنظيم مستوى السكر بالدم، وهنا يكون اللجوء إلى تعويض جرعة الإنسولين عن طريق الأدوية الفموية أو الحقن أمر حتمي لتجنب تاثير السكري على العينين وعلى مختلف أعضاء الجسم.

إن الإهمال في علاج مرض السكري يُعرض الأشخاص لمخاطر كثيرة على رأسها اعتلال الشبكية السكري والذي يُعد أخطر صور تاثير السكري على العينين والذي سنتعرف على درجاته وتأثيره لاحقًا.

لا يقتصر التأثير على الإصابة باعتلال الشبكية السكري فحسب؛ ولكن يشمل تاثير السكري على العينين أيضًا:

  • الرؤية الضبابية.
  • إعتام عدسة العين.
  • المياه الزرقاء (الجلوكوما).

ويؤدي إهمال علاج السكري إلى تفاقم تلك الامراض ووصول مضاعفاتها إلى مراحل خطيرة جدًا ربما تصل إلى العمى التام، لذا فإن الفحص الدوري للعين لمرضى السكري أمر في غاية الأهمية.

ما هو فحص قاع العين لمرضى السكر؟

قاع العين هو الجدار الخلفي الذي يحتوي على الشبكية، والشبكية عبارة عن نسيج من الأعصاب التي تستقبل الضوء الساقط على الشبكية وتحوّله إلى إشارات كهربية يتمكن المخ من ترجمتها إلى الصورة التي نراها.

يغذي شبكية العين مجموعة من الأوعية الدموية الدقيقة، فإذا أصيبت هذه الأوعية بضرر أو اعتلال (اعتلال الشبكية السكري) بات انخفاض مستوى الرؤية مع مرور الوقت أمرًا مؤكدًا، وربما يصل إلى حد فقدان البصر في حالة الإهمال الشديد.

وهنا يأتي دور فحص قاع العين لمرضى السكر لتجنب مخاطر تأثير السكري على العينين، إذ من خلاله يتمكن الطبيب من رؤية الشبكية والأوعية الدموية المتضررة فيها بوضوح بواسطة أجهزة متطورة تشتمل على عدسات مكبرة، وذلك يكون بعد وضع قطرة موسعة لحدقة العين أولاً.

وبعد أن عرفنا “ما هو فحص قاع العين؟”، نتطرق الآن إلى معرفة دوره الهام في الكشف عن مرض السكر و تأثير السكري على العينين والجسم.

ما هي فائدة كشف قاع العين لمرضى السكر؟

من المعلوم أن تاثير السكري على العينين أمر حتمي وأنه يُسبب غالبًا ضعف بالأوعية الدموية وتلفها مع مرور الوقت، وتعتبر شبكية العين هي الجزء الوحيد في جسم الإنسان الذي يمكننا من خلاله رؤية الأوعية الدموية بالعين المجردة (بدون استخدام أي نوع من الأشعة)، وبذلك فإن فحص قاع العين لمرضى السكر يعد من أفضل الوسائل التشخيصية لتبعات هذا المرض ومضاعفاته.

فمن خلال الفحص الدوري لقاع العين (كل ستة أشهر) يتمكن الطبيب من ملاحظة التغيّرات التي تطرأ على الأوعية الدموية، ويكشف عما إذا كان المريض يعاني من أي درجة من درجات اعتلال الشبكية السكري أم لا.

وبالتالي إذا لم يصل تاثير السكري على العينين  إلى حد تضرر الأوعية الدموية، فإن ذلك يعني أن مستويات السكر في الدم منضبطة، وإن كانت متضررة دل ذلك على أن المريض ربما يكون مهملاً في مراقبة مستويات السكر لديه، أو مهملاً في التعامل مع مرض السكر بصورة عامة.

إذا، كيف يعرف الطبيب من خلال فحص قاع العين لمرضى السكر أن المريض مصابٌ بـ اعتلال الشبكية السكري؟

علامات الإصابة بـاعتلال الشبكية السكري

إن الشكل الطبيعي الذي يراه الطبيب عند فحص شبكية العين لمرضى السكري من خلال كشف قاع العين هو أن تكون خالية من وجود أي بقع أو كدمات أو نزيف مجاور للأوعية الدموية أو أثر لتجمع السوائل خلف الشبكية.

ومن خلال فحص قاع العين لمرضى السكر المصابين بـ اعتلال الشبكية السكري يجد الطبيب بعض الارتشاحات خلف الشبكية، بالإضافة إلى وجود نزيف وبقع في مختلف أجزاء الشبكية.

ربما -في الحالات المبكرة- من تاثير السكري على العينين وإصابته باعتلال الشبكية لا تظهر على المريض أي أعراض، بل وربما لا يشتكي مطلقًا من وجود مشكلة في الإبصار، ولكن مع إهمال علاج مرض السكر يبدأ المريض في الشكوى من انخفاض حدة الإبصار، أو ظهور بقع سوداء في مجال الرؤية، أو ما يسمى بالذبابة الطائرة.

لذلك فإن الذي يُجنب المريض مثل هذه المضاعفات الخطيرة من صور تاثير السكري على العينين -التي قد يؤدي إهمالها إلى العمى- هو الخضوع دوريًا لـ فحص قاع العين لمرضى السكر. ويفضل الأطباء إجراء هذا الفحص كل ستة أشهر، ولا يفضلون أن تزيد هذه المدة عن سنة، وذلك حتى يتمكن الطبيب من علاج المشكلة في وقت مبكر، وتكون فرصة الشفاء أعلى.

أقرأ المزيد عن:  اعتلال الشبكية السكري وعلاجه مع دكتور اسلام حسني

درجات اعتلال الشبكية السكري


هناك 4 من درحات اعتلال الشبكية السكري، وتؤكد الإحصائيات أن الإصابة باعتلال السكري أمر طبيعي لكل مريض سكري، وتشير الأرقام إلى إصابة:

  • 50% من المرضى باعتلال الشبكية بعد 10 سنوات من إصابتهم بالسكري.
  • 80% من المرضى بعد 15 عام من الإصابة بالسكري.
  • 10% يصابون بضعف النظر السديد.
  • 2% معرضون للإصابة بالعمى.

أما عن درجات اعتلال الشبكية الأربعة كأحد صور تاثير السكري على العينين فهي تتمثل فيما يلي:

اعتلال الشبكية غير التكاثري الخفيف

وهي أول درجات اعتلال الشبكية السكري، وهو عبارة عن تورم خفيف بالأوعية الدموية، يُشير إلى وجود مشكلة يمكن السيطرة عليها بضبط مستوى السكر بالدم.


اعتلال الشبكية غير التكاثري المعتدل

في تلك المرحلة من درجات اعتلال الشبكية السكري يزداد تورم الأوعية الدموية إلى درجة تُسبب التسرب للدماء والسوائل داخل العين، ويظهر التسريب خلال فحص قاع العين لمرضى السكر بصورة واضحة ويحدد الطبيب وقتها الخيار العلاجي الأمثل.


اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري الشديد

تتلف الأوعية الدموية بصورة أكبر ما يؤدي إلى إنخفاض شديد في كمية الدم المتدفق إلا الشبكية، وعندها يتلقى المخ إشارات تفيد بالحاجة إلى نمو أوعية دموية جديدة في شبكية العين.


اعتلال الشبكية التكاثري

أما عن اعتلال الشبكية التكاثري فهو أخطر درجات اعتلال الشبكية السكري، وهنا تتكون الأوعية الدموية الجديدة، وبما أن نمو هذه الأوعية غير طبيعي فتكون هشة وضعيفة مما يشكل خطر أكبر لتشكل مزيد من السوائل خلف الشبكية، مما يؤدي إلى انخفاض أعلى في مجال الرؤية قد يصل إلى مرحلة العمى.

الفحص الدوري للعين لمرضي السكري يجنبك دفع 10 آلاف جنيه!

إذا ما كان المريض مهملاً في علاج مرض السكر، أو كانت مستويات السكر لديه غير منضبطة لفترات طويلة فإن ذلك يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الموجودة في العين، أو ما يسمى بـ اعتلال الشبكية السكري.

ويعتبر العلاج الأوّلي لهذه المشكلة هو الحقن داخل العين، أو العلاج بالليزر، وكلاهما له تكلفة قد تصل في بعض الأحيان إلى 10 آلاف جنيه مصري.
فإذا كان المريض يخضع لـ فحص قاع العين لمرضى السكر بصورة دورية، بالإضافة إلى متابعته الجيدة لمستويات السكر في الدم فإن ذلك سيقلل من احتياجه لعلاج قد يكلفه الكثير.

ولذلك دائما ما يشدد الدكتور إسلام حسني -استشاري جراحة العيون- على ضرورة الخضوع للفحص الدوري للعين لمرضي السكري خاصة ولكافة الناس بصورة عامة.

هل هناك خطورة من فحص قاع العين لمرضى السكر؟

في بعض الأحيان قد يكون كشف قاع العين (الفحص الدوري للعين لمرضي السكري) مزعجًا بعض الشيء نظرًا لاستخدام القطرات الموسعة لحدقة العين، فإنها تسبب شعورًا لحظيًا بالحرقة، وتتسبب في تشوش الرؤية قليلاً بعد الفحص، وسرعان ما تختفي آثار هذه القطرة، ولا يتضرر المريض منها مطلقًا، فهي آمنة تمامًا على العين.

من الأفضل وجود مُرافق مع المريض حتى يتمكن من العودة به إلى المنزل بعد الفحص في حال استمرت الزغللة أو تشوش الرؤية لفترة طويلة.

هل يكفي كشف قاع العين لاكتشاف مضاعفات مرض السكر؟

كما وضحنا إن الشبكية هي المكان الوحيد الذي يمكننا من خلاله رؤية الأوعية الدموية بالعين المجردة، لكن لا يعني ذلك أنها أول مكان تظهر فيه مضاعفات مرض السكر، فربما يؤثر هذا المرض على أجهزة الجسم المختلفة دون أن يظهر أي أثر على شبكية العين.

وبالتالي فإن فحص قاع العين لمرضى السكر هو “أحد الوسائل” وليس “الوسيلة الوحيدة” لاكتشاف مضاعفات مرض السكر.

وفي النهاية.. يجب على مريض السكر أن يحرص على الخضوع إلى الفحص الدوري لقاع العين، فالفحص الدوري للعين لمرضي السكري إجراء على بساطته يُجنبك مخاطر كثيرة جدًا من صور تاثير السكري على العينين تصل في بعض الأحيان إلى حد العمى التام.

تعرف ايضا على : كيفية فحص قاع العين للاطفال في خطوات

 

أهم الأسئلة حول فحص قاع العين لمرضى السكر

ما هي سبب زغللة العين لمرضى السكر؟

إن زغللة العين لمرضى السكر عرض طبيعي حيث يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى سحب المزيد من مياه الجسم إلى العدسة مُسببًا تشوش بالرؤية، قد تحدث الزغللة نتيجة انخفاض مستوى السكر أيضًا وحينها يكون علاج زغللة العين لمرضى السكر هو تناول أطعمة أو عصائر غنية، أو تناول حبوب الجلوكوز التي ترفع مستوى السكر بالدم.

ما هي أعراض تأثير السكر على العين؟

هناك العديد من الأعراض التي تنم عن تأثير السكر على العين أبرزها: عدم وضوح الرؤية، الشعور بالألم عند الضغط على العين، تباين الألوان، ظهور أجسام عائمة في مجال الرؤية، بقع فارغة أو ظلمة، وبالتأكيد انخفاض ملحوظ في مستوى النظر.